الْوَهَّـابُ
قال تعالى: {رَبَّنَا
لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ
رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ }آل عمران8، {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ
لِي مُلْكاً لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ }ص35، فهذا الاسم من الأسماء الحسنى، وهو من أسماء
النسقين الأول والثاني، والوهاب هو المعطى الذي لا ينتظر من عباده جزاءاً ولا عوضا، والذي
يتسع مجال عطائه كما يليق بذاته، والعبد إذ يتوجه إلى
ربه من حيث هو الوهاب يعلم أنه لم يقدم ما يجعله مستحقا لما يطلبه، والهبات قد
تكون مادية أو معنوية، ولديه سبحانه خزائنها كلها إذ هو أصل كل الكمالات ومصدرها
كما أنه هو الذي أبدع وقدر وخلق كل العطايا المادية والمعنوية.
فالوهاب هو الذي يهب من هم دونه العطايا والهبات والنعم
المادية والمعنوية ؛ الخلقية والأمرية، وذلك دون انتظار عوض منهم ودون توقع شيء
مما لديهم إذ ليس لديهم إلا عدمهم الأصلي ونقصهم الذاتي، وهو سبحانه يهب الرحمة
وهي أمر معنوي لطيف كما يعطي الملك وهو التحكم في كائنات مادية كثيفة، فهو سبحانه
أصل كل كمال وكل ما يكون به الكمال، وهو يهب دون تكلف أو تعمل أو تصنُّع فهباته
مفاضة دائمة منه ولكن لا يتلقاها إلا من استعد لها ومن تزكى حتى أصبح أهلا
لقبولها.
وكرمز فإن الواو إشارة إلي كل ما له
علاقة بالكيان محل الوهب كالإنسان مثلا والتي يمكن له الانتفاع بها، والهاء إشارة
إلي أنها أصلا من عالم الغيب وهي إشارة إلي أصل ومصدر كل شيء وأنها من مظاهر
الرحمة اللانهائية بالإنسان، والباء إشارة إلي أنها به سبحانه تنتقل من غيب إلي
شهادة ومن باطن إلي ظاهر وإلي أن منه كان ابتداؤها.
المراجع (كتب المؤلف أ.
د. حسني أحمد المتعافي):
1-
الأسماء الحسنى والسبع المثاني،
2002.
2-
الأسماء الحسنى في القرآن العظيم
(قراءة جديدة)، دار النهار، 2002.
3-
الإحصاء العلمي للأسماء الحسني، دار
النهار، 2003.
4-
المقاصد العظمي في القرآن
الكريم، دار الأستاذ، 2004.
5-
نظرات جديدة في الحقائق
والأصول، 2005.
6-
نظرات جديدة في المصطلحات،
2005.
7-
نظرات جديدة في الآيات،
2006.
8-
من هدي الآيات، 2006.
9-
المقصد الديني الأول، 2006.
10-
نظرات في السنن والمرويات، 2006.
11-
الأسس النظرية لدين الحق، 2006.
12-
نظرات إضافية في المصطلحات، 2007.
13-
نظرات عامة جديدة، 2007.
14-
نظرات في التاريخ، 2008.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق