الاثنين، 2 يوليو 2012

تدوين القرآن وتدوين المرويات


إنه لا يجوز بأي حال من الأحوال المقارنة بين تدوين القرآن وتدوين المرويات، إن آيات القرآن كانت تدوَّن بمجرد نزولها بواسطة أول هيئة أولي أمر أنشأها ولي أمر الأمة وهو الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نفسه وتحت إشرافه، وهم أيضاً كانوا بمثابة الشهود العدول، وكان الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتلو عليهم آيات الكتاب ويعلمهم الكتاب وكان هو والذين آمنوا معه يتعبدون بقراءة القرآن آناء الليل وأطراف النهار حتى أن كل سورة كان لها المئات ثم الآلاف من الحفظة، ولقد جمع الرسول القرآن كاملاً قبيل انتقاله، وقرأه على أمين الوحي كاملا بحضور شهود وكتبة، وبمجرد انتقاله دُوِّن في مصحف واحد بأمر من ولي أمر الأمة وبفعل لجنة من حفظته وبمحضر شهودٍ هم كل السابقين الأولين وبالرجوع إلي الأصول المادية التي كانت موجودة عند الكثيرين، وفي عهد عثمان نُسخت مصاحف عدة من هذا المصحف بنفس الخط والرسم القديم تحت إشراف لجنة مشكلة من رأس الدولة وولي أمر الأمة وبمحضر ورقابة السابقين الأولين وتم التخلص من كل النسخ الأخرى والتي كان من المحتمل أن تكون إما غير كاملة أو تحتوي علي بعض التعليقات الخاصة أو علي ما ظن بعضهم أنه قرآن أو ما رسم بخط آخر، أما تدوين المرويات فهو يشكل النقيض لكل ما ذكر، وها هي مقارنة بين الأمرين:

القرآن
المرويات
أمر الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بكتابته
نهى نهيا باتا عن كتابتها كما ثبت بالأدلة القاطعة ومنها الالتزام التام من الخلفاء الراشدين بذلك
كانت الآية تدون بمجرد نزولها
لم يدون شيء يعتد به في حياة الرسول
نصّ القرآن على أنه كان من مهام الرسول أن يتلو عليهم آيات الكتاب وأن يعلمهم آيات الكتاب
لم يرد شيء من ذلك بخصوص حديث الرسول
من أوامر الدين العظمى تلاوة آيات القرآن في الصلاة وفي غيرها وتدبرها والنظر فيها
لا يوجد أوامر مماثلة خاصة بحديث الرسول
جمع في حياة الرسول
جمعت بعد أكثر من مائتي سنة
كان أهل القرن الأول حريصين على أن يحفظوا القرآن عن ظهر قلب، وكانت كل سورة محفوظة بواسطة عدد كبير جدا وأكثر من كافٍ من الحفظة، هذا فضلا عمَّن كان يحفظ القرآن كاملا.
لم يرد أي شيء من ذلك بخصوص حديث الرسول.
دوِّن تدويناً موثقاً بعد انتقال الرسول بحوالي سنة واحدة وبمشهد من الجيل الذي رأي الأحداث
دونها بعض الأشخاص بعد أكثر من مائتي سنة أي بعد خمسة أو ستة أجيال من وقوع الأحداث
كان التدوين بأمر سلطة راشدة متدينة وبإشراف وتنفيذ لجنة رسمية من الشهود العدول.
قام بالتدوين بعض المجهولين علي مسئوليتهم الشخصية وفي وجود سلطة معادية للدين الحقيقي ولا يعنيها إلا استخدامه للتسلط علي الناس باسمه.
كان ثمة أدلة مادية محسوسة يمكن الاحتكام إليها.
لم يكن ثمة إلا تراث شفهي ظل شائعاً طوال المدة المذكورة دون سياج يقيه أو سلطة تحميه.
كان ثمة شهود عدول حقيقيون يعتد بهم.
لم يكن ثمة شهود عدول حقيقيون بل كان ثمة رواة زعمت حفنة من الناس أنها وحدها العليمة بسرائرهم وأعطت لنفسها من دون الناس حق تعديلهم وتجريحهم.
كان التدوين عندما كانت الأمة موحدة. والدين واحد ولم يكن ثمة مذاهب.
كان التدوين بعد فتن وحروب أهلية وتمزق الأمة وتفرق الدين وكان المدونون متمذهبين.
كان التدوين قبل الاحتكاك بالأمم الأخرى.
كان التدوين بعد الاحتكاك بالأمم الأخرى وتسرب كثير من تراثها إلي التراث الإسلامي.
لم يثبت أن أحداً حاول الدس في القرآن قبل تدوينه.
ثبت أن كثيراً من الناس من شتى الأنواع وضعوا وزيفوا وحرفوا مئات الألوف من المرويات؛ أي ما يفوق عدده مائة ضعف ما زعم المدونون صحته.
أجمعت الأمة –على اختلاف مذاهبها- علي تلقي ما في المصحف بالقبول
لم تجمع الأمة أبداً علي قبول ما دونه جامعو المرويات

هناك تعليق واحد:

  1. إنه يجب أن تتضافر جهود كافة المجددين والمصلحين ليعود للقرآن مكانته في قلوب المسلمين، ولكي يتخذوه بالفعل لهم إماما، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.

    ردحذف