(2) قصة المسيح عليه السلام
وكانت رسالة المسيح عليه السلام خاصة ببني إسرائيل الذين لم يؤمن منهم إلا عدد محدود، ولقد ظل هؤلاء يعتبرون طائفة من طوائف اليهود، وعندما تآمر بعض بني إسرائيل عليه ليقتلوه نجاه الله من مكرهم، ولقد توفي بطريقة طبيعية مثل من خلوا قبله من الرسل من بعد أن أدى رسالته الأساسية وهي تصديق التوراة وتطهيرها من التحريف ومما ألحق بها وإعلام بني إسرائيل بانتهاء دورهم كأمة حاملة للرسالة وأن الأمر قد انتقل إلى أمة أخرى وأنه قد اقترب ظهور الإسلام يأتي به أحمد من الإسماعيليين، ولذلك أيضاً لم يكن مقدراً له أن يعقب كما كان يحيى u حصورا، وكل ذلك كان من مقتضى إنهاء سلالة النبوة من بني إسرائيل.
ولم
يستمر في تمسكه برسالة المسيح عليه السلام إلا طائفة قليلة كانت تتداول الإنجيل
الصحيح وتعمل به، وتلك هي الطائفة المسماة بالعيسويين، وهي لم تعلن أبدا خروجها
عن شريعة موسى عليه السلام، وكان معظم إقامتهم في الكهوف والأماكن الموحشة، وبانقراضهم
كجماعة انقرضت رسالة المسيح عليه السلام واختفى الإنجيل الأصلي إلا ما أخفوه منه
في أماكن اختبائهم وتنسكهم، ولقد بقي منهم بعض الأفراد المتناثرين في الشام.
ولقد كان ثمة ممن هم من أتباعهم ممن جاءوا بعد أجيال من
بعدهم من ظن أنه المسيح في عهد الرومان، وكان له نفس اسم المسيح؛ أي كان اسمه أيضاً
عيسى بن مريم، ولقد كان هذا الرجل هو محور كل القصص الذي دون في الأناجيل التي
بقيت واعتمدت من بعد، وكان هذا هو الذي صُلِب بعد أن كشف أمره اليهود وأتباع
المسيح الحقيقيون، وكان هو في بدايته على الدين الذي أتى به المسيح الأصلي، وكان
يظن أنه بالفعل تجسيد جديد للمسيح أو كما يقولون إن روح المسيح قد حلت فيه، وكان
يتكلم من هذا المنطلق، ولقد صدرت عنه بالفعل بعض الأمور غير المألوفة كتلك التي
تصدر من الزهاد واليوجيين والرهبان والمتصوفة على مدى العصور، ولقد بالغ الناس
كعادتهم فيما يتعلق بمثل هذه الأمور وغلوا فيها وضخموها، ولقد زاد ذلك من افتتان
الناس به وثقتهم بمزاعمه، ولكن عندما جد الجد تخلى الجميع عنه وتركوه ليواجه مصيره
مثلما سيحدث من بعد مع الكثيرين من أمثاله، فهو الذي تلقى الإهانات والضرب
والتعذيب وحمل الصليب في طريق الآلام، وهو الذي صُلِب وصرخ على الصليب: "إيلي
إيلي لم شبقتني؟"، ولم تثر قصته في وقتها اهتمام أحد خارج بيئته المحلية ولم
يسمع بها أو لم يهتم بها أي مؤرخ من المؤرخين المعاصرين للأحداث، فمثل تلك الأحداث
لم تكن غريبة على عالم الشرق الأوسط، كما أن ما أظهره من أمور غير معهودة كانت
محدودة، ولم تستغرق قصته وقتاً طويلا، والمشكلة أن قصته قد تعرضت لمبالغات شديدة
على عادة الشعوب حتى ابتلعت قصة المسيح الأصلي وغطت تماماً عليها.
اخبار سيارات
ردحذفسعودي اوتو
thank you
ردحذفشركة نقل عفش بالرياض
المتحدة
ردحذفthank you
برمجة مواقع